Saturday, July 18, 2009

باركولي

مسابقة كتاب جديد في السوق

مركز اول في القصة القصيرة عن قصة شريط أسود في الركن

مركز خامس في الشعر عن قصيدة كتبتك شعر

للأسف مفيش للمسابقة فروع غير القصة والشعر عشان اكسب فيها

في انتظار رفع الصور والفيديوهات ان شاء الله

كما هو موضح بالعنوان .. باركولي

قصتي الفائزة بالمركز الاول

شريط أسود في الركن

استيقظ مبكرا علي صوت القرآن خارج الغرفة تصاحبه أصوات التنظيف استعدادا ليوم حافل . استغرب مرور عام علي وفاة والده بهذه السرعة ، واستغرب عادية مشاعره فراوده إحساس بالذنب . قرأ للفقيد الفاتحة ودعا له .

في خروجه مر علي الكرسي الخالي في الشرفة فتذكر الصحبة القديمة في ركن الشرفة ... كوب الشاي و كومة الجرائد وجراب للعوينات التي يكرهها . كان الشيب وتجاعيد الوجه (أصحاب بيت ) تعودهما بحكم المعاشرة منذ الصغر أما العوينات فجاءت فجأة كضيف ثقيل أعجبته الصحبة فقرر البقاء .

نفضت أمه الغبار عن الحائط فحمل إلي أنفه رائحة الفقد . تأمل وجهها الغائب في طقوس النظافة. ثمة وجوه خلقت للحزن حين لا يصاحبه العويل ولا تفضحه الشكوى . فقط ظهر في دمعة عجزت عن كتمانها فنسبتها إلي الغبار المتطاير وعادت إلي طقوسها .

أنهي طقوس نظافته الشخصية وعاد لحجرته . تمدد في سريره فواجه وجهه صورة أبيه . كعادته استغرب الألوان في صورته ، كأن من مات لم يمت البارحة أو الشهر الماضي أو حتى منذ عام ، بل مات في زمن الأفلام القديمة بلونيها الأبيض والأسود . بدأت الضجة تتزايد في الخارج معلنة بدء استقبال الزوار فخرج إلي الشرفة يلتمس الهدوء .

تامل المارة في سرعتهم المعتادة ووجوههم الجامدة . ( سيبك .. مفيش حاجة تستاهل ) كانت عبارة أبيه المعتادة وآخر عباراته . تذكر ابتساماته الثلاث... الأولي ساخرة في ركن الفم والثانية تظهر أسنانه مع بعض دموع عند مفاجاة الفرحة والثالثة يحبها حين تطل من عينيه . فاجأته ابتسامته للذكري وإن لم تفاجئه دمعة صاحبت الذكري .

علت أصوات النواح رغم وجوده في الشرفة .( ذلك السواد المزيف ) عبارة أخري من عبارات والده . عاد إلي تأمل الصورة علي الحائط . الشمس تشكل إطارا ثانيا للصورة فيلمع الشريط الأسود في الركن . الوجه مبتسم رغم كل شيء .. سره أنها البسمة الثالثة ، كما سره غياب العوينات عن الصورة .غاب في ذلك الوجه الذي طالما وصفته الجدة بأنه (معجباني من صغره) . للمرة الأولي يري ميتا يبتسم في صورته .

غطي النواح حتى علي ضجة الشارع ، وانتظم أخيرا في نواح فردي يتبعه النواح الجماعي للمجموعة . لم يستطع تمييز صوت أمه بينهن فتأكد أنها اكتفت بالبكاء . نظر إلي الباب في غيظ مكتوم كأنه يري النائحات دون فاصل ثم عاود النظر إلي الصورة . مر مرة أخري علي الابتسامة في عيني أبيه . انفصل للحظة عن الضجة المحيطة ثم ابتسم .

توقفن عن النواح حين خرج من غرفته. مر بين صفي النائحات مبتسما بركن فمه مثبتا عينيه علي الجدار المقابل . تجاهل ما تبادلنه من عبارات تشي بالقلق . جذب كرسيا وثبته أسفل الصورة واعتلاه . مد يده ونزع الشريط الأسود من ركن الصورة ، وبادل أبيه الابتسامة .

تمت في 16 يوليو 2008

شادي محمد عبد العزيز


ودي القصيدة الفائزة بالمركز الخامس بعنوان (كتبتك شعر)



قعدت لوحدي في الاوضة

سرحت معاكي كالعادة

لقيتك سارحة في دمي

ونقطة حبر في قلمي

وكلمة واقفة في حلقي

كتبتك شعر

وقلت ازاي انا في عنيكي بارجع طفل

وأشد ايديكي واتدلع

وأقول لك احكي حدوتة

تكون حدوتة للفرحة

تكون نهايتها مظبوطة

عن الحلم اللي شكلته

و زوقته

وسبته .. امانة في عنيكي

عن الفجر اللي يستأذن

يطلع شمسه للدنيا

ولا هتضحكي ثانية

تنور دنيتي بيكي

كتبتك شعر

وكان ممكن اجيب دبدوب

واشخبط كلمتين علي الكارت

واقول لك ياما فيكي سرحت

و اعدي اليوم

لكن بصيت لصورتك خفت

ساعات غيرك بيشبهلك

لكنك مش شبه غيرك

كتبتك شعر

وزوقتك نقط وحروف

وخلصت الورق والحبر

وانا واقف قصاد صورتك لحد الفجر

مسافة كبيرة بين وصفك

وبين الشعر

ومشكلتي .. مفيش حيلتي

كلام زيك

لكن بكتب

مانا معرفش غير اكتب

ولو عجزت حروف لغتي

ودا الغالب

هقطع كل اوراقي

ومش كاتب

No comments: