Friday, September 2, 2011

ما لا يضير الشاة



رأيت في الحلم أني انتحرت.

جثة ممددة على بلاط الشقة البارد، الشقة العامرة بالفئران وأشياء أخرى تجري أو تزحف أو تطير، والمفتاح في الباب لهوس سابق بالدخول المفاجئ لمن يفسد وحدتي، والهاتف مغلق، وأنا على مسافة ما مني أرى جثتي تبرد بالتدريج، والفأر الأول يقترب.

الأقراص الضرورية لانتحار أقل ألما من فوائد العمل بالطب، أبلعها مع كثير من الماء نصحونا به في الكلية لتجنب قرح المرئ، وأبتسم لخيبتي ، فقرحة مرئ لن تضر منتحرا استقر جسمه موزعا على فئران شقته.

لا أظلم الشقة تماما، أترك الحمام مضاءا كما اعتدت، وكأني أنام نومي المعتاد، وأترك رأسي ترتاح على وسادة على الأرض، وأحتار في وضع ذراعيّ، هل اتركهما على صدري متقاطعين كالفراعنة، أم على جانبي الجسم في وضع الاستسلام، أختار وضع التأمل، فأتوسدهما خلف رأسي، وأغمض.

دوار بسيط، وميل للقئ، وجفاف بالحلق، ثم ظلام تام.

كان الأول فأرا قليل الخبرة، بدأ بالقماش الجينز، ربما لهيبة قديمة، أو إدخارا لتحلية ما في نهاية الوجبة، وربما هو اختبار للصحو، وتلاه آخر تهور قليلا فتذوق طرف أذني، ثم هبت عاصفة الفئران.

سيبحث المنتهكون لانتحاري عن رسالة، ولن يجدوها، ولن يفكروا أني اخترت بلاط الصالة تحديدا للوفاة، وأن عدم اختياري لغرفة النوم الآمنة من دخول الفئران  هو الرسالة ذاتها.

الهاتف المغلق يعطي أسبوعين من المتعة للفئران، بعدها سيبدأ القلق، وتكون الرائحة قد شاعت، ولن يكون من الصعب كسر الباب مسلحين بالعصبية والتوجس، وقتها ستجري الفئران فزعة ومفزعة، وستكون بعض حالات الإغماء هي تسليتي الأخيرة.

في منتصف الحلم تماما، كانت الفئران تأكل أنفي، و أنا على مسافة ما من نفسي، أرى المشهد، ويفزعني أني لم أشعر وقتها بالفزع.

3 comments:

candy said...

"ستكون بعض حالات الإغماء هي تسليتي "
"الأخيرة

"أرى المشهد، ويفزعني أني لم أشعر وقتها بالفزع"

منتهى القسوة !!
خيال رائع ، بس حالة نفسية محسسانى أنى عايزة أعيط بمرارة !

Unknown said...

thx

كشف تسربات المياة
غسيل خزانات
شركة نظافة عامة

Unknown said...



thank you

سعودي اوتو